-
10:47
-
10:30
-
10:12
-
09:44
-
09:39
-
09:30
-
09:15
-
09:15
-
09:09
تابعونا على فيسبوك
جلالة الملك محمد السادس: لا مكان لمغرب يسير بسرعتين والتنمية يجب أن تشمل الجميع
أكد جلالة الملك محمد السادس، في خطاب العرش بمناسبة الذكرى السادسة والعشرين لاعتلائه العرش، أن هذه المناسبة تمثل تجديداً سنوياً لروابط البيعة المتبادلة ومشاعر المحبة والوفاء التي تجمع العرش بالشعب المغربي. وشدد جلالته على أن ما حققته المملكة من مكتسبات لم يكن وليد الصدفة، بل ثمرة رؤية استراتيجية بعيدة المدى وصواب الاختيارات التنموية الكبرى، فضلاً عن الأمن والاستقرار السياسي والمؤسسي الذي ينعم به المغرب.
وأوضح جلالة الملك أن المملكة حرصت على تعزيز مقومات الصعود الاقتصادي والاجتماعي وفق النموذج التنموي الجديد، من خلال بناء اقتصاد تنافسي أكثر تنوعاً وانفتاحاً في إطار ماكرو اقتصادي سليم. وأضاف أن المغرب، رغم الأزمات الدولية وتوالي سنوات الجفاف، تمكن من الحفاظ على نسب نمو مهمة وحقق نهضة صناعية غير مسبوقة، إذ ارتفعت الصادرات الصناعية منذ سنة 2014 إلى أكثر من الضعف، خاصة في المهن العالمية للمغرب.
وأشار جلالته إلى أن قطاعات السيارات والطيران والطاقات المتجددة والصناعات الغذائية والسياحة أصبحت رافعة أساسية للاقتصاد الوطني من حيث الاستثمارات وخلق فرص الشغل. كما أبرز أن المغرب بات يرتبط اقتصادياً بما يقارب ثلاثة مليارات مستهلك عبر العالم بفضل اتفاقيات التبادل الحر، ويعزز مكانته كوجهة استثمارية بفضل البنيات التحتية الحديثة والمتطورة. وفي هذا الإطار، أعلن الملك عن إطلاق أشغال تمديد خط القطار فائق السرعة بين القنيطرة ومراكش إلى جانب مشاريع كبرى لتعزيز الأمن المائي والسيادة الطاقية والغذائية.
ورغم هذه الإنجازات، أكد العاهل المغربي أنه لن يكون راضياً إذا لم تساهم التنمية الاقتصادية والبنيات التحتية في تحسين ظروف عيش المواطنين بمختلف الفئات الاجتماعية والمناطق. ولفت إلى أن نتائج الإحصاء العام للسكان لسنة 2024 أظهرت انخفاضاً كبيراً في نسبة الفقر متعدد الأبعاد على المستوى الوطني من 11.9% سنة 2014 إلى 6.8% سنة 2024، كما تجاوز المغرب عتبة مؤشر التنمية البشرية الذي يصنفه ضمن الدول ذات التنمية البشرية العالية.
غير أن جلالة الملك أقر بأن بعض المناطق، خصوصاً في العالم القروي، ما تزال تعاني من مظاهر الفقر والهشاشة، معتبراً أن ذلك لا يتماشى مع تصور المملكة لمغرب اليوم ولا مع أهداف العدالة المجالية. وقال في هذا السياق: «لا مكان اليوم ولا غداً لمغرب يسير بسرعتين».
ودعا جلالته إلى إحداث نقلة حقيقية في التأهيل الشامل للمجالات الترابية وتدارك الفوارق الاجتماعية والمجالية، عبر الانتقال من المقاربات التقليدية للتنمية الاجتماعية إلى مقاربة للتنمية المجالية المندمجة، بما يضمن استفادة جميع المواطنين من ثمار التقدم والتنمية دون استثناء أو إقصاء.